بعد 26 عاماً ،، لم يفت الأوان لتعلم السباحة
ليس من الغريب أن يتجاوز عمري الساسة والعشرين عاماً وما زلت لا أعرف السباحة، فأنا أعيش في فلسطين المحتلة وتحديداً في الضفة الغربية، إذ يمكنني الوصول فقط إلى البحر الميت، إلا أن السباحة فيه أمر مختلف كلياً عن باقي البحار وذلك بسبب الملوحة الشديدة التي فيه، فإن ذلك يؤدي إلي العوم على السطح بسهولة. ولأن كل المهن المكتبية هي مهن متعبة للظهر والرقبة وباقي أعضاء الجسم، قررت أن أتوجه إلى أحد نوادي مدينة رام الله للبدء بتعلم السباحة، نعم وأخيرا ً.
توجهت وبصبحة الأصدقاء إلي نادي تراي فيتنس ( TriFitness Health Club ) والذي يعد واحد من أفضل النوادي في مدينة رام الله ( حيث أسكن )، وهناك ابتدء المشوار في التعلم من ” صفر معلومة ” .. لم أكن أعرف النزول في مياه يزيد عمقها عن نصف متر ، وخلال 12 حصة تدريبية، كنت قد تدربت وبشكل مقنع ومرضي على كيفية السباحة وعدد من الحركات الرئيسية والأساسية، وبدأت أسبح من المناطق العميقة ( 3 متر ) وهكذا.
من المعروف بأن السباحة تعتبر واحدة من أهم الرياضات وأكثرها صحة للجسم وسلامة، فأثناء ممارستها تتحمل المفاصل في جسم الإنسان الحد الأدنى من العبء عليها، بالإضافة إلي المجهود المستمر والمعتدل من قبل أجهزة القلب والدم، ما يؤدي إلى تحسين قدرة تحمل وعمل القلب والرئتين كذلك التخفيف من آلام الظهر وخفض ضغط الدم والكوليسترول الضار. هذا ولا ننسى تقوية عضلات الجسم وخفض مستويات الدهون فيه.
الشيء الآخر الجميل بالسباحة، هو تحسن الحالة المزاجية، فبغض النظر عن كمية التعب والملل والروتين اليومي الموجود، إلا أنه وبمجرد النزوح إلي المسبح فإن ذلك يتطاير مباشرة مع الريح، فهي رياضة مهدئة، وخصوصاً عن الطفو على المياه.
أنصح كل من يرغب بتعلم السباحة أن لا ينتظر أكثر، فتعلمها شيء في غاية السهولة، متعب في أول ثلاث دروس، ثم يعتاد الجسم عليها ويبدأ التعب بالإنحسار تدريجياً، ختى لو تقدم بك العمر فلا بأس، هنالك أشخاص قد تجاوزت أعمارهم ال 45 عاماً قد أتموا معنا الدورة بنجاح تام، ومستواهم كمستوى باقي الشباب الموجودين.